Banner

بيان الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية

بيان الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية

اجتمعت الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يوم الجمعة 30 أكتوبر 5202 بالعاصمة الجزائرية، حيث درست الوضعية الوطنية والدولية، كما استمعت إلى التقارير المقدَّمة من اللجان المكلفة بتنظيم الجامعة الصيفية للحزب ومتابعة المسائل الانتخابية.

في الشقّ التنظيمي، تحيّي الأمانة الوطنية التقدّم المحقّق من طرف اللجنة التحضيرية للجامعة الصيفية، سواء من حيث البرنامج أو المواضيع أو المتدخلين والمدعوين، إذ كان من المنتظر أن تشكّل الجامعة موعدًا سياسيًا وتربويًا بارزًا يكرّس تقاليد الأرسيدي في التثقيف والنقاش ومواجهة الأفكار والتحضير للمستقبل.

وفي هذا الإطار، يندّد الحزب بأشدّ العبارات برفض السلطات الترخيص لتنظيم الجامعة الصيفية ببلدية ملبو في ولاية بجاية. هذا المنع التعسّفي، الذي يُضاف إلى العراقيل المتعددة المفروضة على أنشطة الأرسيدي والقوى الديمقراطية، يكشف عن إرادة النظام في خنق النقاش ومصادرة الفضاء العمومي، وهو دليل على خوفٍ مرضي من الحرية، ويؤكد حالة الانسداد السياسي.

ولقد أودع الحزب طلبًا ثانيًا لدى ولاية الجزائر لتنظيم الحدث على مستوى التعاضدية العامة لمواد البناء بزرالدة.

فيما يخصّ التفكير حول المسألة الانتخابية، قدّمت اللجنة المختصّة تقريرًا حول أعمالها، وقد سجّلت الأمانة الوطنية جهودها ودعت إلى مضاعفتها من أجل إعداد قراءة معمقة لشروط تحقيق تعبير سيادي حقيقي للشعب.

ويذكّر الأرسيدي بأنّ المسألة الانتخابية لا معنى لها إلا في إطار عملية حقيقية لإعادة التأسيس الديمقراطي، وليس من خلال محاكاة شكلية تهدف إلى إطالة عمر نظام بلغ نهايته.

سياسيًا، أدانت الأمانة الوطنية الغلق التام للمجال المؤسساتي وانعدام أي انفتاح ديمقراطي. كما يعيش الرأي العام حالة ذهول أمام الصراعات الداخلية على مستوى أعلى هرم في الدولة، وشلل المؤسسات، وغياب رؤية واضحة للخروج من الأزمة.

أما اللقاء الأخير لرئيس الدولة مع الصحافة، فقد كان مجرد تمرين تواصلي مغلق أظهر الهوة السحيقة بين الخطاب الرسمي والواقع المعيشي للجزائريين والجزائريات: بطالة جماعية، “حرقة”، تضخّم، انهيار الخدمات العمومية، ويأس الشباب. هذا اللقاء الإعلامي لم يزد إلا في تأكيد عجز النظام عن مباشرة أي إصلاح حقيقي.

ويجدد التجمع تنديده بالاعتداءات المتكررة على الحريات، وباللجوء المفرط إلى الإجراءات القضائية لتكميم الأصوات المعارضة، وهي ممارسات تعمّق القطيعة بين السلطة والمجتمع.

اقتصاديًا واجتماعيًا، تحذّر الأمانة الوطنية مجددًا من التسيير الكارثي للمالية العمومية. فالعجز الهائل في قانون المالية، المموّل بالديون الداخلية والمفاقم بتراجع مداخيل النفط، يشكّل تهديدًا مباشرًا لاستقرار البلاد.

ويؤكد التقرير الأخير للديوان الوطني للإحصاء هذه التجاوزات: تراجع صادرات المحروقات، وانهيار الصادرات خارج قطاع الطاقة، وتواصل التضخم، وانخفاض احتياطات الصرف.

وفي غياب رؤية اقتصادية واضحة، تكتفي الحكومة بإجراءات ارتجالية وتقييدية تعرقل الاستثمار، وتشّل الاقتصاد، وتتسبب في ندرة المواد الأساسية. وقد كشفت أزمة عجلات السيارات الأخيرة، وما تبعها من حادث مأساوي بالعاصمة، عن فشل السياسات العمومية المتبعة.

أما التعديل الوزاري الأخير، الذي أبقى على مسؤولين محلّ رفض شعبي، فقد اعتُبر إهانة إضافية لشعب أنهكته الأزمات.

ومرة أخرى، جرت الدخولات المدرسية والجامعية في مناخ من الهشاشة والإحباط، إذ تعاني العائلات من ضغط التضخم ونقص الإمكانيات، مما يجعل من هذه المرحلة عبئًا بدل أن تكون محطة أمل. فالمدرسة العمومية، الضعيفة بفعل قرارات غير مدروسة وضغوط إيديولوجية، تفقد دورها كرافعة اجتماعية، أما الجامعة، فبسبب ضعف التمويل أصبحت عاجزة عن أداء مهامها في التكوين وإنتاج المعرفة.

دوليًا، يحيي الأرسيدي الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول، باعتباره تقدّمًا هامًا نحو العدالة والسلام، ويسجّل بإيجابية المبادرات الداعية إلى حلّ الدولتين.

وفي المقابل، يندّد التجمع بالتوترات الدبلوماسية المتكررة والتصريحات الاستفزازية غير المقبولة، مثل تصريح السفير التركي حول “أصول الجزائريين”، أو اتهامات الماليين للجزائر بالإرهاب. ويذكّر الأرسيدي بأن الاحترام المتبادل والذاكرة المشتركة والحوار الصادق هي الأسس الوحيدة لبناء علاقات دولية متينة وهادئة.

في الختام، وأمام القمع والمنع التعسفي والفشل الاقتصادي والانهيار الاجتماعي والتسلط السياسي، توجه الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية نداءً وطنيًا عاجلًا من أجل نهضة إنقاذ وطنية.

إن هذا الوعي الجماعي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تاريخية لضمان بقاء الدولة الوطنية.

ويتعين توحيد القوى الديمقراطية والمجتمع المدني والفاعلين التقدميين حول مشروع واضح لإعادة التأسيس الديمقراطي والوطني.

فذلك هو السبيل الوحيد لتفادي الفوضى، واستعادة السيادة الشعبية، وبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية، تليق بتضحيات وآمال الشعب الجزائري.

الجزائر، في 04 أكتوبر 2025

الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية

Autres actualités

Focus Vidéo

Couverture médiatique

Rejoindre le RCD

Scannez moi

Boîte à Idées

Archives du site