
تُعتبر قضية الحوار الوطني في الجزائر محور جدل سياسي مُستمر، خاصة بعد تحفّظ الرئيس عبد المجيد تبون على توقيت ومضمون الحوار وتأجيله، رغم التزام الأجندة السياسية بعقده قبل نهاية 2025. رغم التزام الأجندة السياسية بعقده قبل نهاية 2025.
معزوز: السلطة مطالبة بالاستماع إلى جميع الأطراف لأنه السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات وبناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع
وبرّر الرئيس تبون هذا التأجيل بأولوية الملفات الأمنية والاقتصادية، إضافة إلى الاستعداد للانتخابات التشريعية.
وقال رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) عثمان معزوز، إنّ « الحوار الوطني الجاد هو بداية الطريق لا نهايته، مشددًا على أن التأجيل لا ينبغي أن يُعطل العملية السياسية ».
وأكد معزوز في تصريح لـ » الترا جزائر » أنّ الاستماع لكل الأطراف هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات وبناء الثقة، داعيًا إلى التزام حقيقي وحوار شامل يعزز مشاركة المجتمع ويضمن مستقبلًا ديمقراطيًا مستقرًا للجزائر.
وأضاف إنّ التركيز فقط على الملفات الأمنية والاقتصادية، وإن كان ضرورياً، لا يعفي السلطة من مسؤولية فتح باب الحوار الواسع مع القوى الحية والنخب السياسية والاجتماعية، لأن الاستماع لمجتمعنا هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة الراهنة.
وواصل قائلاً: » نحن في الأرسيدي نرى أنّ الحلول السياسية لا تُبنى بالتأجيل أو بتجاهل صوت الشعب، بل تتطلب التزامًا حقيقيًا وحوارًا مستمرًا وشاملاً، يضمن مشاركة جميع الفاعلين والقطاعات المجتمعية، ويعيد بناء الثقة التي تهتز بفعل القرارات الأحادية ».
كما دعا رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية « السلطة إلى تحويل هذا الحوار من شعار إلى واقع، عبر التفاعل الجاد والشفاف مع مطالب الشعب، والعمل على وضع جدول زمني واضح وملتزم، يضمن مشاركة فعالة وإيجابية لكل الأطراف، من أجل مستقبل جزائري مستقر وديمقراطي. »
وتأسف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حول ما وصفه بـ » غياب أي حوار حقيقي وللإغلاق الممنهج لفضاءات النقاش في الجزائر ».
وواصل أنّ « عدم الاستماع الكافي إلى المجتمع، وقواه الفاعلة، ونخبه، لا يعبّر فقط عن تقصير في التواصل، بل يشير أيضاً إلى تحديات في القدرة على إيجاد حلول مشتركة وفعالة. »
وشرح بقوله: » إنّ الأزمة المتعددة الأوجه التي تمر بها الجزائر تتطلب، على العكس من ذلك، الانفتاح، والاستماع، والمواجهة السلمية للأفكار ».
وذكر أنه من الضروري مواجهة التحديات التي تهدد مستقبل الأمة بشكل كامل، بتفعيل دور الأصوات الحرة، وعدم تهميش الأحزاب، والسماح لحرية التعبير، من أجل تقليص الفجوة بين الدولة والمواطنين ».
وقال إنّ « النقاش هو جوهر الديمقراطية، وهو الطريق الوحيد نحو حلول سياسية شرعية ومستدامة، معتبرا إغلاق هذه الفضاءات هو إعادة إنتاج أزمات أخرى ».
وبخُصوص الانتخابات التشريعية المرتقبة منتصف العام المقبل، أكد معزوز أن « التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سيظل متمسكًا بمبادئه، وبغض النظر عن الجدول السياسي المعتمد، سيواصل الحزب تحمل مسؤولياته كاملة واتخاذ القرارات التي تتوافق مع توجيهات هيئاته التنفيذية. »
وجدّد معزوز التأكيد على « التزام الحزب بقيم الديمقراطية والدفاع المستمر عن آمال الشعب في الحريات وممارسة الديمقراطية بشكل حقيقي وفعّال ».
وفي سياق إدراك الحساسيات السياسية في البلاد، أن المرحلة الحالية تستدعي تركيز السلطة على أولويات أمنية واقتصادية ملحة، إلا أن ذلك لا يمنع من أهمية فتح حوار وطني شامل ومتواصل يكون بوابة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي على المدى الطويل.
ووفق منظور الأرسدي، يبقى الحوار الوطني الجاد والشفاف هو الضامن الحقيقي لتحقيق الاستقرار والتقدم.
كما تُعبّر بعض مواقف القوى السياسية بمبادئ المشاركة والحوار الشامل هو السبيل الوحيد لتجاوز التحديات.
وانطلاقا من ذلك؛ يؤكد الأرسيدي أنّ الطريق نحو الديمقراطية الحقيقية يمر عبر فتح فضاءات النقاش والاستماع الفعّال لكل الأصوات.